الأحد، 1 مايو 2011

هروب من الخلف

لماذا لا نستيقظ مبكرا؟

ولماذا تجبرنى القهوة على البكاء؟

الأسئلة الوجودية ضيف ثقيل

عقلى يتعبنى كثيرا

أفكر فى احتمالات لا نهائية للفرح

والنهايات السعيدة .... أو البدايات ....

باب خلفى يُفتح

فيلم فرنسى هادىء ومشمس

ملىء بالألوان والابتسامات الرائقة

لا يكف عن الدوران داخل رأسى

وعندما أتمدد على الأريكة

وأصمت قليلا

أجد أن الحياة كما تركتها منذ لحظات

رمادية ....

رغم اللون البرتقالى للحوائط

الأخضر للسجادة

البنى للخشب

أوراق الشجر المجففة، والصدف الأبيض

لا أشم رائحة الياسمين

ولا أسمع صوت البحر

الفيلم الفرنسى يلازمنى كل ليلة

أرى فتاة فى منتصف العشرينات

تتجول خفيفة فى شوارع المدينة الخالية

ترتدى الثوب الأزرق الواسع

مكشوف الصدر

وعليه سترة حمراء

مفتوحة الأزرار

أجعلها تحمل حقيبة لفيولينة صغيرة على كتفها

تربط رأسها بمنديل صغير

وتتماهى خصلات الشعر القصير مع نسمات الريح

****

المشهد الآن وراء شرفة زجاجية

تطل على الغروب

هى وهو يجلسان

بصحبة فنجانين للقهوة، وعلبتى سجائر

ينتهز لحظة شرود منها ويلتقط صورة

تُخلّد شطحات خيالها

قَطْع غريب يحدث

الفتاة تجلس فى أحد البيوت المتكومة على حزنها

تسأل لماذا يصيبها الارتعاش الذهنى

إذا احتست قهوة منزلية

ويصيب أطرافها ارتباك

لا يمكّنها من الابقاء على أى شىء بين يديها

لماذا تجعلها تشعر برغبة شديدة فى البكاء؟

***

الفتاة ليست فرنسية

والفيلم لا يمكن تمثيله

والفارق الزمنى يمثّل لها أرقا طويلا

لا يمكنها الآن تعلم العزف على الفيولينة

الفتاة تعلم جيدا لماذا لا تستيقظ مبكرا

فالشمس لا تستطيع السقوط على فراشها

ليس هناك منفذا

يعلمها بقدوم النهار

لقد قالت مثل هذه المعلومة قبل ذلك

ولكنها لا تمل من التكرار

بينما البكرة الدائرة للفيلم

تصدر صوتا مزعجا

مما يعنى نهاية آخر لفّة بها

بالإضافة إلى كثير من الرتوش المتحركة على الشاشة

ولا يراها أحد غيرها

هناك تعليق واحد: