الأربعاء، 27 أبريل 2011

كان فيه ابواب هنا .... راحت فين !

فى اللحظة اللى كنت غضبانة فيها لدرجة انى عروقى كان بيمشى جواها دموع بدل الدم، وفى اللحظة اللى اكتشفت فيها انى لسة بارتعش من جوايا وبتجمد من كتر الخوف لما حد يصرخ فى وشى أو ايده تلمس جسمى فى موقف خناق، ولما اللحظة دى فكرتنى مرة واحدة بكل لحظات الوجع القديمة اللى افتكرت خلاص انى نطيت فوقيها وغسلت آثارها ومش هعيش الاحساس دا تانى، ولما كل اللى بيحصل دا ضايقنى من نفسى لأنى اتعلمت أنا كمان أصرخ وأدافع عن روحى بلسانى وبايديا لدرجة ان الجيران تفتح أبواب شققها المخنوقة وتسأل فيه ايه، لأنى اتعلمت أكون قاسية ناحية أقرب الناس ليّ عشان عمرهم ما علمونى أحب نفسى ودايما بيأكدولى العكس. ولما حزنى خلانى أنسى جوعى وأسيب الأكل يتحرق ع النار، ولما حسيت انى هبكى فعلا دلوقتى مش تهريج. فى اللحظة دى حصلت حاجة غريبة ولقيت جملة واحدة بتتردد فى دماغى معرفش جت منين "البهجة ليها أبواب خلفية ... البهجة ليها أبواب خلفية .... البهجة ليها أبواب خلفية"

وافتكرت ان بيتنا القديم كان له بابين. واحد منهم كان علطول مفتوح على قلبه ... عشان تدخل منه الشمس.

الجمعة، 22 أبريل 2011

شِتات

لو كان يعلم الطفل الكبير البائس أن هناك طفلة كبيرة بائسة تنظر إلى الكرسى الوحيد الخالى بجوارها وتتخيل جلوسه عليه، لكان وصف نفسه بالطفل الكبير الأحمق وسخر من أنه ضيّع وقتا على حزنه. ولكن، يمكنها أن تسامحه، ففى مكان آخر كان يرقص كطفل صغير عابث تحت زَخّات المطر، ويتخيل أنها ترقص إلى جواره.

كلاهما أحمقان، وعزاؤهما أن طفلهما لم يهجر الروح بعد !

الثلاثاء، 19 أبريل 2011

رسالة لربنا

................... لحد دلوقتى مش عارفة أعمل ايه بالهدية الصغيرة اللى انت بَعَتّهالى من أسبوع فات، ولسة مش عارفة إذا كان فيه حاجة تانية المفروض تحصل بعدها وللا خلاص كدا. إنى أرجع أحس تانى بجسمى خفيف أوى وبروحى صافية وأرجع أدندن تانى وأنا راحة وجاية فى البيت وأنا راحة وجاية فى الشارع، انى أبص فى المرايا فى أى وقت ألاقى وشى هادى ورايق، واصحى م النوم فاردة لليوم دراعاتى، وإن الابتسامة تفضل طول الوقت ساكنة شفايفى، دا الابتسامة دى بالذات اللى عمالة تشرفنى عالفاضى والمليان عمرها ما عملتها معايا من زمان أوى، وعمر ما حصلى كدا من وقت كتير لدرجة انى نسيت وافتكرت الحالة المعتادة اللى عايشاها هى دى الأصل وهى اللى بتميزنى من لحظة ولادتى. بس كون انه تحصل حاجة بسيطة تغير فجأة كل اللى كان موجود قبلها بدقايق وتفضل مأثرة عليّ لمدة اسبوع كامل ومش بفكر فى حاجة غيرها، دا اللى مش قادرة افهمه. يمكن الغرض الأساسى منها ان البنت خفيفة الروح ترجعلى تانى. كنت مبسوطة كتير فى الأول، بس دلوقت يا رب ابتديت أقلق. من جوايا مش عايزة الحكاية تبقى مجرد ابتسامة تحية عابرة، وإلا ماكنتش شفت فى لحظة تجلى كل اللى حصل بتفاصيله قدام عينيا قبل ما يحصل فعليا، ودا كمان مخوفنى من نفسى لأنه بقى بيحصلى كتير، واحساسى عموما بالأشياء بقى بيدهشنى من كتر صحته وصدقه. عشان كدا حاسة انها مش مجرد ابتسامة وعدّت. لو كانت كدا ماتعلقنيش بيها زيادة يا رب، وخلّى السعادة ورواقة البال الحقيقية طالعة من جوايا مش من حد تانى. ولو كان فيه حاجة تانية ناوى تعملها معايا وعشانى فكل اللى بطلبه منك انك تطمن قلبى، تخلينى أشوف انت عايز تعمل ايه بحياتى الصغيرة، ابعتلى حتى رد صغير منك فى أى شكل، فى جملة فى أغنية فى كتاب فى كلمة، أو ابعتلى احساس ان اللى جاى بتاعى فعلا وانى بجد هفرح، وادينى القدرة على فهم رسايلك واشاراتك وادراكها. وقبل أى حاجة، ازرع جوايا الثقة المتناهية بحكمتك.

نفسى أفرح بجد يا رب، فرحة مش وقتية، يبقى ليها جدور جوايا وفى الأوقات الصعبة تسندنى وتحافظ على الابتسامة فوق شفايفى. نفسى زى ما ريما بتقول فى شمس وهنا وسهل مريح، نفسى أجرى أسابق الخيل وألعب مع موج البحر، نفسى الشمس ترجع تزورنى، زى ما على غفلة زارتنى عيون بتضحك لوحدها، ضحكة كانت سابقة صاحبها، وكأنها تخصنى لوحدى، وكأنها كملت لوحة كان معناها ناقص ، جت فجأة ونورت حتة مطفية جوايا، ومن ساعتها وهى منورة، خليها كدا علطول يا رب، حتى لو السبب الأساسى راح وانطفى بعيد، ساعدنى أحافظ عليها بتضحك، مابقتش عايزة دموع تانى، ولا خوف تانى

أنا عارفة انك بتحبنى يا رب، بس أنا اللى قليلة الصبر قليلة الايمان، وكتيرة العند، وسريعة الملل، وساعات بحس انى أصلا قليلة الرباية. أنا عندك أهو، وعايزاك انت اللى تربينى !

شكرا يا رب :)