فيه ناس بنتطمن ونرتاح لمجرد وجودهم في نفس المكان، برغم إنهم أغراب
مانعرفش حتى اسمهم. الصدفة بس هى اللي خلتهم قاعدين ع الترابيزة اللي
قصادنا. مجرد إحساس بيتخلق جوانا أول ما عيننا تقع عليهم. بنبقى عايزينهم
يفضلوا موجودين أطول وقت ممكن، نتونس بيهم ولو من غير كلام، وبيوحشونا لما
يلموا حاجتهم ويمشوا..
النهاردة حصللي كدا. لدرجة إنه عينيا كانت هتدمع
لما قام مشي. ماحستش بيه، فجأة بس اختفى وكأني اتخيلته في دماغي. لما وصلت
لمحته أول حد في المكان ورفع عينه باصلي في نفس اللحظة. الوقت اللي قعدناه
سوا كل واحد على ترابيزة ماكملش نص ساعة. كانت أكتر نص ساعة حسيت فيها
بسلام داخلي لدرجة إني ابتسمت رغما عني..
كنت بحس بيه بيبص ناحيتي أول ما ألتفت بعيد عنه، أو يمكن اتهيألي!
حسيت فجأة برغبة في الحكي، إنه لو جه وقاللي إزيك هتكلم وأقوله على كل حاجة ببساطة من غير تفكيرز.
كان
عندي رغبة أقوله ييجي يقعد معايا، ويكمل عادي شغل ع اللاب توب وأكمل أنا
قراية في كتابي، وبعدين نشرب حاجة دافية سوا واحنا ساكتين.
تخيلت
الموقف بيحصل، وتخيلته بعدها بيطلب نتبادل أرقامنا. ساعتها حسيت بوجع خفيف
في صدري. تخيلت إني هرفض، هقوله إنه اللحظة الخاصة اللي مرينا بيها مش لازم
يكون ليها توابع تانية، وإني كدا هشيل عبء تقيل أنا مش قده خالص دلوقتي.
لما
مشي اكتشفت إني بحب الناس بس على مسافة. أو يمكن أنا في مرحلة معينة عايزة
أقف فيها على الحياد، يبقى سهل إني أبعد مادام ماقربتش أوي ولا اتورطت أوي..
اكتشفت إني بقيت بتقبل جدا فكرة العابرين سريعا، بخفة طلتهم، خفة وجودهم، وخفة رحيلهم.
يمكن
دي مرحلة هتاخد وقتها فعلا، بحاول فيها ماتمسكش بحاجة أو أستنى حاجة، عشان
ما أزعلش على أي حاجة. يمكن اقتنعت فعلا بفكرة إنه مفيش حاجة بتضيع، ولو
بتاعتي مع الوقت هتلف وتغازلني، هتلف تاني وتجيبني.
كفاية عليا دلوقتي إحساس الراحة لما بصيت في وشه، إحساس إني مش هفكر أطلع أجري ولو فضلنا كدا عشر ساعات متواصلين.
كان واحد بيفهم اللي قال إنه الناس بتتكلم وتتواصل عن طريق القلب، مش اللسان!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق