السبت، 12 يونيو 2010

The End

ليس بالضرورة أن تكون كل النهايات فى حكايا قبل النوم سعيدة، لأننا بذلك سنرتكب خطأً فادحًا فى حق صغارنا حين نقيدهم بوهم السعادة الخالصة والتى توجد فقط فى القصص الأسطورية حيث يتخلص الصياد الطيب من الذئب وينقذ ذات الرداء الأحمر وجدتها من هلاك محقق، فسيكبر الصغار ويكتشفون خداعنا لهم واستغلالنا لسذاجتهم البريئة.

لذلك، عندما أصبح أمًا لن أخبر ابنتى عن الشاطر حسن الذى ركب المستحيل من أجل الفوز بست الحسن والجمال، لن أحكى لها عن الوحش الذى تحول إلى أمير وسيم حينما أحبته تلك الجميلة الرقيقة وانسابت دموعها فوق وجهه عندما ظنته ميتًا، لن أسرد لها كل تلك الحكايات عن الفتاة التى قبّلَت ضفدعًا فصار رجلًا أحبها وأحبته، لن أقنع ابنتى أن مجرد قٌبلة يمكن أن تصنع من ضفدع رجلًا جديرًا بالحب، وأن مجرد قُبلة يمكن أن تكون كفيلة بفك السحر المشئوم وتغيير مصير بأكمله.

لن تعرف ابنتى أن هناك فتاة تُدعى بياض الثلج، أحبها العصافير فوق أغصان الشجر، والحيوانات الصغيرة فى الغابة، والأقزام السبعة فى عالمهم السرّى، لن تعرف أن الحب هو ما أنقذها فى النهاية من موت أكيد، لن أحكى لابنتى عن ذلك المصباح السحرى الذى يحقق لها كل الأحلام وهى جالسة مكانها، كل ما عليها أن تحلم فقط فتصير كل الخيالات حقيقة، لن أجعلها تتوقع وجود كلمة" السعادة" بكل نهاية.

سأحكى لها عن قصص أخرى وسأعلمها أن ما دامت هناك بداية لكل قصة فلابد من وصولنا لنقطة انتهاء أيًا كان وصفها، وأن النهايات ستكون بداية لقصص جديدة، سأقول لها كيف سقطت أمها، كيف تعثرت و وقفت، وسارت وسقطت وكبُرت، وخبَرت أن طريق نضجها وصلب عودها وثقله لم يكن بذلك الممهد الهيّن على الإطلاق، سأخبرها أن تلك المرأة أمامها مازالت تسقط، ومازالت أرجلها تصطدم ببعض الصخور المتناثرة هنا وهناك، ولكنها مازالت أيضا على يقين أن هناك طريقًا آخرًا للصعود، ستعلم فتاتى الصغيرة أن أمها مازالت تتعلم لتكون جديرة بكونها أمًا.

سأحكى لها عن فتاة كانت تعيش فى زمن آخر، وقالوا لها كيف أن الحب وحده يصنع المعجزات، فوجدت أن المعجزة فى ايجاد ذلك الحب من الأصل، وكيف تعلمت تلك الفتاة أن تختار طريقها لتسير فيه إلى آخره، وتحب نفسها، وتصنع معجزتها الذاتية، سأقول لصغيرتى أنها ستجد حتمًا فى كل زمن فتاة لها عالمها الوردى الذى تجرى فيه وراء فراش ملون وتظن أن باستطاعتها امتلاكه، سأعلّمها أن اللون الوردى جميل، لكنه ليس بالضرورة مناسبًا لكل فصول السنة.

وسأكتفى فى نهاية القصة باخبارها أن سيكون لها يوما ما حكايتها الخاصة التى تضع لها بدايتها ونهايتها بيدها، وسأعدها باحترام عالمها الذاتى ومباركته، بصعوده وهبوطه، بحلوه ومُرّه....

ثم بعد ذلك سأحكم عليها الغطاء فى فراشها الدافىء، وأنا أحاول أن أتمنى لها أحلامًا سعيدة.....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق