على عتبة الشتاء أشياء كثيرة ترفض أن تموت حقا. لا تُغلق الأبواب، بل يتسلل شعاع دافيء من نافذة مفتوحة على خجل، وتستمر البلورات الساكنة بمداره في الرقص العشوائي. على عتبة الشتاء أبتسم أخيرا عندما أضع رأسي على الوسادة، فأصدق أن خللا أصابني لا محالة. أتفقد هاتفي كل نصف ساعة، أستمع لأم كلثوم بكثرة، وأجرب حظي معها فأجدها بشكل غرائبي قد ابتعدت عن الهجر والجراح والندم والوعود التي لا تنفّذ والمواعيد التي تفوت دائما ولا تعوّض.
أحيانا، أريد ولو للحظة ايقاف انسياب أفكاري الناعمة وأنا أهمس لنفسي أن أفيقي. لا أنتبه أن شعاع الشمس قد تدفق من مسامي وبدأ في إذابة الجليد المتكوم على بيوت مهجورة بالداخل، تتحرك الستائر ويخفق طائر بجناحيه كنت قد نسيته نائما، ولا أدري كيف تفعل بي أغنية ما كل هذا وكنت قد نسيت فعل الخفقان. كل ما أدركه أن شيئا ما حدث حتما، وجعلني أشم رائحة السكر المحترق ثانية. شيء أصابني بمس من شغف. وفي شغف الانتظار لا أقول كدرويش أن هوس يصيبني برصد الاحتمالات الكثيرة، بل أختصر معانيه كلها في جملة واحدة وأقول: آه ياني !!
كتاباتك تسعدني دوماً
ردحذف:)
:):)
ردحذف