السبت، 14 مايو 2011

إلى السيد خفيف الروح

منذ فترة لا بأس بها وأنا أعتنى جيدا بشعرى

أعنى، كنت أعتنى به فقط، ولكنى الآن أعتنى جيدا

البارحة مثلا قمت بكيّه

صديقاتى شاهدن "سرا" صورى دون حجاب

وتبين لهن اكتشاف مذهل

أنى جميلة

قيلت هكذا ببساطة واختصار

لذلك كانت أصدق كلمة سمعتها منذ 23 عاما

جزء منى حزين لأن الأمر يندرج تحت بند سرى للغاية

وددت لو أرفقت صورة مع هذا الخطاب لكى تراها

ولكنى لا أعلم عنوانك بعد

على أية حال، تبين لى أيضا اكتشاف هام

أن هناك امرأتين تلعبان أدوارا متوازية فى حياتى

كلتاهما أنا

ولكنى أصدق أكثر تلك التى أنظر لها فى المرآة الآن

كما لو كانت خارجة لتوها من إحدى حفلات الرقص برواية لجين أوستن

***

منذ فترة لا بأس بها أيضا، تابعت تغيرا طفيفا يحدث

ورائحة مستمرة فى الهواء لا يشمها أحد غيرى

هناك أشياء تحدث هكذا بمفردها، تعلم ذلك بالطبع

كأن تتأمل أحدهم لبرهة وهو جالس أمامك

وتجد روحك تسألك: هل كان الأمر يستحق كل هذا العناء؟

ثم تتعجب أنك لا تنتظر قدومه، ولا تفرح أو تحزن عند رحيله

صدقنى هكذا انتهى الأمر

***

أحيانا، أجد الحياة أبسط من ذلك بكثير

أى ذلك؟ ليس مهما، إنه "ذلك" عندما تشعر بقلبك ثقيلا وتعانى من صعوبة التنفس

ولكن ليس كل البشر يعلمون تلك الحقيقة مثلنا

لهذا قد يوجد شخص ما فى هذه اللحظة لا يعلم كيف يقول لشخص آخر كم افتقده

المضحك أنه إذا لم يعد يحبه، فذلك أسهل قولا بكثير

***

كنت أقول أشياء عن التغيرات الطفيفة

واحزر ماذا؟ أخبرتنى صديقة أنى أصبحت أكثر تحررا

أكثر خفة وحماسا

ولم تكن هى الوحيدة التى رأت ذلك

لم أبذل جهدا فى تصديقها، فأنا حقا أشعر بجوع شديد تجاه حياتى

هل تخيلت حياتك كنبتة أنت من أهمل ريّها؟

نبتتى ظمآنة، أسقطت عنها الوريقات الميتة

فعادت تنمو قيلا قليلا

وهى تحاول غرس جذورها الدقيقة فى باطن الأرض

***

صديقتى أخبرتنى أشياء أخرى، فحدثتها عنك

إلى السيد خفيف الروح:

تلك الفتاة المتجولة فى باحات الرقص الكلاسيكى بشعرها المكشوف المُنسّق

سيكون لها قصة معك

قل لها فقط ما اسمك، حتى لا تخطئك حين تراك !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق