لا أكف عن الانبهار كلما حدثت بيننا تلك المفارقات البسيطة المثيرة للدهشة، كأن تخرج إلى شرفتك في الخامسة صباحا، تردد بصوت عال كلمات أغنية ما، فأستيقظ من نومي وأرغب فجأة في البحث عن ذات الأغنية والاستماع إليها مرات ومرات ... أو أن أنهض هذا الصباح في تمام العاشرة، روحي خفيفة، جسدي يشعر بالاكتمال والدفء. فقط حبات عرق تجري على صدري لا أدري من أين أتت رغم رقة الغطاء واعتدال الجو، وصداع خفيف يرتطم برأسي فجأة وكأني كنت أبكي ثم استسلمت للنعاس بين ذراعيك. ثم أبعث إليك رسالة أتسائل فيها عن سر ذلك الونس الذي جعلني أنام بعمق شديد، فتصلني بعدها مباشرة رسالة منك أنه على الرغم من دخولك للفراش الآن، ولكني سأكون أول ما يشغل ذهنك عند استيقاظك. الجملة غريبة، شعرت كما لو كانت مقتطعة من سياق كامل لحديث سابق دار بيننا، ثم أدركت أنها مُرسلة في الثامنة صباحا -هل أخبرتك قبل ذلك أنه كلما مر عليّ يوم عصيب، تمنيت لو رجعت إلي البيت ووجدتك هناك، فألقي عني الحقيبة الثقيلة، ذرات التراب الملتصقة بوجهي وسخونة الجو، ثم أتسلل إليك في هدوء لأحكي كل ما حدث ثم أغيب عن الوعي - ... لم أخبرك في البداية بأني بعدما أنهيت حديثنا البارحة بحثت عن فيلم جيد أقطع به الوقت، فلم أجد سوى ذلك الفيلم الذي كان سببا في القُرب وسببا في الحديث، شاهدته لأول مرة قبل أن يحدث أي شيء، تذكرتك وقتها لسبب غير محدد وفكرت أنك يجب أن تراه. وأنا أعيد مشاهدته بالأمس همست لنفسي أننا قد نرى الكثير من الأفلام معا بعد ذلك، ولكنه سيكون "فيلمنا" الوحيد الخاص. كنت معي وأنا أراه، كنت معي عندما غفوت رغما عني تحت تأثير الارهاق ولم أكمله، بينما أصوات الممثلين مازالت تتردد في أذني، وظللت هكذا لساعات مكاني على الأريكة، أنتبه لحضورك القوي في تلك اللحظات المتقطعة التي أفتح بها عيني وأعدّل من وضع الوسادة أو الغطاء الخفيف حول جسدي. كنت معي طيلة الليل وأنا أحلم بأشياء لا أتذكرها الآن، أضحك وأبكي وأنا مطمئنة، شعور ما تسلل إلى لا وعيي أن ظهري ليس عاريا، هناك من يسنده ... كنت هنا معي، بكامل جسدك وكامل وعيك ولو لم يصدقني أحد !!
لماذا أكتب هذه الكلمات الآن؟! .. أنت وحدك ستعرف !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق