لأنه منحة إلهية فتُعطَى قبل أن تُعطِي، وتُكافَأ دون مقابل.
الله يمنح، الله يعوّض، الله يوصل بعد قطع.
الله يهمس لي بسر صغير، يجعلني أرى الحياة التي يريدها لي.
الله يصنع لي مصادفات ويكرر لي أحداث لا تظهر من الخارج كسابقتها ولكنها هى..
ليجيء ويؤكد لي شيئا واحدا، أن التخلّي أول سبل الوصول.
التخلّي عما ظننت أني أحب، لأصل وأكون محبوبة !
الله يكشف لي أنواع من الحب لا أدري كيف توجد هكذا قريبة منّي، ولا أدري كيف أستحقها ولماذا أستحقها.
الله ينقذني بالأسبوع الأخير من أيلول بعد أن كدت اصل إلى القاع بظلمته ورائحته العطنة !
بأوله يعطيني حضنا قويا من صديقة تخبرني خلاله أنها تبحث عن ملاذها داخلي وأنها متشبثة بي داخلها، فأكاد أبكي بمقدار حبّي لها !
بأوسطه يعطيني حضنا أكثر قوة ودفئا من صديقة ثانية تخبرني عن أشياء أفعلها معها دون أن أدري وتمثل لها دعما إنسانيا أعظم مما أتخيل. أراها تفكر لي، تشعر بالتفاصيل الصغيرة التي أغفل عنها وأظن أنها لا تُرى ببساطة، فلا أفهم كيف أكون لها دعما وهى من يسند ظهري !
بأوسطه أيضا يفتح الله لي بابا، لا أعلم حتى الآن ما قد يأتي من ورائه، ولكن وجوده أمامي كان مدبرا وليس محض صدفة عشوائية. كل ما كان عليّ فعله أن أتنبه لوجوده وأدير مقبضه ليُفتَح، ثم أنتظر ماذا سأرى !
باليوم الأخير من أيلول يمنحني الله حضنا ملوّنا، يبزغ فجأة من الضجيج والعبث والصداع والضحكات الزائفة على شفتيّ. يعطيني الله رضوى، يجعلها سببا في بهجتي بشيء أتمنى أن يكون معي ويتحقق هذا بنفس اللحظة لأول مرة، فقط لأنها رضوى. كانت موجودة فهزّت عصتها السحرية ومنحتني اياه بين يديّ دون تفكير.
في اليوم الأخير من أيلول ضحكت معها من داخلي وامتزجت ضحكتي برنّة صوتها العذب، واكتملت ضحكاتنا بقوس قزح، حلّت خيوطه من السماء لتسحبه وتضعه بحجري، لتعطيني غادة حضنا أخيرا قبل أن أرحل وتقول لي: لا تسمحي لأحد أن يؤذيكي ... لا تجلسي مع من يسبب لكِ الحزن !
الله يكشف لي محبته ويوصل بعد قطع، فيرسل لي غادة ورضوى في وقت استثنائي ويكرر لي مصادفات بأشخاص لا يربطني بهم سوى قدرتهم على رؤيتي وسط الزحام، واحساسهم بالسعادة لذلك !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق