الخميس، 24 نوفمبر 2011

عبد الله ..!





الولد اللي أول مرة شفته اتعلقت بضحكته الصافية وعينيه اللي بتلمع، وشقاوته وروحه الخفيفة. الولد اللي لما بيصورني بيعرف يشوفني صح، حتى لو وشّي باين عليه التعب. الولد اللي قابلته تلات مرات بالعدد، وأخر مرة كانت في بيته الدافي وسط اخواته وأمه العظيمة وبقية صحبتنا. الولد اللي شفت في عيونه ساعتها غيمة حزن ساكت وأنا عارفة انه أحلامه بسيطة: يصوّر فوتوغرافيا ويلعب مزيكا، وقلت لروحي ان الهموم عرفت سكتها ليه بدري. الولد اللي يومها في كل لفتة وحركة بيعملها كنت بشوف جواه انسان ناضج دافي وقلبه كبير. الولد اللي عرفت بعدها انه كان تعبان وعنده دور برد وسخونية جامد ومع ذلك ولا حد خد باله، وكان واقف ياخد باله من كل الناس، وآخر واحد يقعد مكانه بعد ما يشوفنا كلنا محتاجين ايه. الولد الخجلان من كلمة إطراء ونظرة اعجاب. الولد اللي قلبي أكلني عليه هو وأخوه لما اتقبض عليهم في التحرير من أيام. الولد اللي حما أخوه الكبير بجسمه ساعة الضرب وزاد عنه، وايمان أخوه وثباته خلاه يستحمل كل التعب والوجع والسخونية. الولد اللي خرج م النيابة يبتسم عشان يطمن أهله، واللي بعتلي رسالة يطمني رغم ان ايديه كلها متكسرة. الولد اللي لسة بيغني ويهزر وما بينساش يقول شكرا لكل واحد قلق عليه. الولد اللي عمره 18 سنة ونفسه الدنيا ماتحودش عن سكة أحلامه ولسة بياخد فيها أول خطوة. الولد بقى بالنسبة لي راجل جدع فخورة بيه. مفيش بيننا صلة دم بس بقيت حساه حتة منّي. الولد اللي يسلم ويعيش ويخلّي لنا ضحكته الحلوة .... !

هناك تعليقان (2):