دوري، السمكة الزرقاء فى فيلم الكارتون، صاحبة الذاكرة المؤقتة، تضحك لمِرْهِف رفيقها ببلاهة، بينما نظرته إليها تحمل بؤسا وضياعا. لا تعبأ دوري بأنه لا يكترث لابتسامتها، لأنها ترى فى عينيه – إلى جانب البؤس والضياع – حنينا مكتوما لا يفصح بعناد عن قلة حيلة. لا تهتم إن نسيت فى لحظة ما من هى، وماذا تفعل فى ذلك المحيط الفارغ على اتساعه. لا تسأل مالذى جعلها من الأصل ترافق مِرْهِف فى رحلته، قبل أن تعرف من هو ومالذى دفع ابنه للرحيل. تقول له فقط: "أرجوك لا تذهب إن حدث سأضيع، لأنى أنظر إليك، وأشعر أننى فى البيت". دوري ترافقه لغاية لا تعنيها، لأن الجميع انفضوا من حولها، وانشغلوا ربما بصراعات أخرى مع كلاب البحر. وجدته هو الغريب عنها، الوحيد الباقي معها، فشاركته فى حمل همومه وعامت بخفة إلى جواره. تعرف بعدها أنه اعتمد عليها ليواجه خوفه من التيارات المعاكسة، ليتغلب على حدوده المحافظة، ويشق مساحات لا نهائية من المجهول. مِرْهف كسر الخوف، ودوري اطمأنت. كوّن الاثنان ذاكرة غير قابلة للفقد، وهزما معا كل كلاب البحر !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق